لقد فجع الرئيس المصري حسني مبارك ونحن معه بفقد حفيده محمد علاء مبارك يوم الأثنين الماضي وتم تشييع جثمان الفقيد يوم الثلاثاء الماضي 19/ 5/2009 وذلك تقريبا" بعد نحو إسبوعين من احتفال الرئيس بعيد ميلاده 81 0
لا شك أن هذا الحدث وتلك الفاجعة لا يمكن أن تكون فرصة للتشفي والشماتة بأي حال 0 ولا يمكن ان يكون ذلك موقفا" لإظهار الحقد والكراهية للنظام الحاكم في مصر0 كذلك الأمر لا يمكن أن نستغل هذا المشهد الأخروي ورسالته العظيمة ونقحم صراعتنا السياسية واختلافتنا الحزبية فيه0
من الطبيعي جدا" أن كل المصريين باختلاف مشاربهم وتنوع الوانهم سوف يسارعون إلى أداء فروض الواجب من العزاء والمواساة لأسرة الرئيس حتى وإن اختلفوا في السياسة او المذهب 0 وذلك لأسباب كثيرة منها أصالة المصريين المعهودة في مواقف الشدة وأوقات المحن0 أضف إلى ذلك أن هذا الطفل هو مصري بكل المقاييس علاوة على ذلك أن هذا الفقيد لم يكن له أي سابقة سياسية وأنه بريء كل البراءة مما يحاك في مطبخ السياسة من مكائد وما يتخذ فيه من قرارات0 لذا لزم علينا كمصريين أن نحزن ونشعر بالأسى لفراقه المبكر ورحيله السريع ولا بد ان يكون هذا هو الشعور الأصيل والمتأصل في كل المواقف مثل ذلك أو التي تشابهها0 وأنا هنا أتوجه بخالص العزاء والمواساة لأسرة الرئيس وأسأل الله لهم الصبر والسلوان0
لكن دعونا نرجع إلى موضوع المقال وهدفه وهو الحديث عن تلك القنوات الفضائية المصرية التجارية منها والخاصة0 اليس ما رأيناه في مصر على المستوى الإعلامي المواكب لهذا الحدث يستحق منا وقفة تأمل وتدبرفي طبيعة عمل كل هذه القنوات التليفزيونية الخاصة وطبيعة اتجاهاتها وهل لهذه القنوات أجندة سياسية تسير وفق لها أم لا ؟
لقد لاحظنا بما لا يدع مجالا" للشك كل قنوات الأفلام والأغاني وحتى القنوات الحوارية منها قامت بتأجيل كل برامجها وتعطيل البث المباشر لفقراتها المتعددة – عديمة القيمة في معظمها طبعا" – لتتبارى فيما بينها ببث آيات القرآن الكريم والدعاء والإبتهالات في منظر فريد لم نعهده من قبل وعلى مدار أكثر من 30 عام0
وهنا دعونا نتساءل عن فكر هذه القنوات ورسالاتها وما هي أهداف أصحابها بالأساس وميولهم وإتجاهاتهم؟ هل هذه القنوات تستمع لنبض الشارع وتعبر عن رغبات وآمال الجماهير العريضة من الأمة والشعب ؟ أم أن هذه القنوات تهدف للتربح وتحقيق المكاسب بمداعبة مشاعر الجماهير ولمس احاسيسهم ؟ هل هذه القنوات هدفها ابتزاز المشاعر واستنزاف الاموال بالإتجار في هذه المشاعر عن طريق فتح منفذ ضيق لهذه الجماهير لتنفيس مشاعرها المكبوتة ؟
إن ما قامت به مثل هذه القنوات جعلنا نتوجه إليها بالسؤال الآتي وهو" هل أن وفاة حفيد أي رئيس أو زعيم حدث جلل بهذه القوة والذي يستدعي معه النواح والنحيب ثلاثة أيام ؟ ام أن مصر لم تشهد حادثة وفاة لرجالها وشبابها من قبل ؟ أم لأنه حفيد رئيس الدولة وجب أن تقام له جنازة مهيبة تليق بفراقه ويحضرها القاصي والداني من المنافقين وغير المنافقين؟
واسمحوا لي أن استرجع تلك القصة الرائعة لأحد ابناء حكام مصر أيضا" وهو محمد بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما - حينما كان يتسابق مع ذلك القبطي فسبق الأخير محمد بن عمروبن العاص فقام محمد وضربه فما كان من القبطي إلا أن قام برفع شكواه إلى محكمة العدل الدولية في المدينة المنورة ، مخاطبا" رئيسها مباشرة – فاروق الأمة – عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وبعد تفحص الدعوى والتأكد من صحة الأدلة وصدق الإدعاء وثبوت واقعة الظلم ، أرسل رضي الله عنه خطابا" عاجلا" وشديد اللهجة يطالب فيه حاكم مصر بسرعة تسليم ولده إلى المحكمة لتوقيع العقاب السماوي وإقرار العدل والقصاص من إبن الحاكم لذلك القبطي الضعيف 0 وبذلك انتشر العدل في كل ربوع الدولة بين الحاكم والمحكوم ، بين الغني والفقير0 هكذا كانت مصر وهكذا نحلم أن تكون0
أما التحرك الأخير لمثل هذه القنوات قد فضح مهادنتها للنظام والتودد له والتقرب إليه 0 والغريب هنا أن العديد من الأحداث المروعة وقعت للمصريين أفرادا" كانوا وجماعات ولم نرى هذه القنوات تتوقف عن بث الأغاني الماجنة والأفلام الخليعة 0 وكذلك ما شاهدناه من إحتراق قطار الصعيد واشتعال النيران بكل من فيه حتى تفحمت جثثهم وتحول بعضها إلى رماد لم نشهد في المقابل هذا التسارع لتقديم المواساة والعزاء إلا بأخبار سريعة يعقبها الرقص والغناء والمسلسلات والأفلام 0 ناهيك عن تلك المشاهد الدرامية والتي كان ابطالها أكثر من 1300 مسلم وغير مسلم مصري وعربي صارعوا الأمواج العاتية وثورة البحر الهائج في ظلمة ليل الشتاء البارد وفي عرض البحر تحولت عبارة السلام 98 - التي كانت تقلهم في رحلة العودة - إلى جحيم يطاردهم ونيران تلفح وجوههم فكان الموت يباغتهم من كل ناحية حتى ابتلع هذا البحر كل أحلامهم وغرقت عبارة الأحزان 98 وغرقت معها أمال عريضة في العودة إلى حضن الأم والأب والزوجة والأبناء0 غرقت وقد حملت لمن في الجانب الأخر لوعة الفراق والأسى والحزن الكبير لعدم تمكنهم حتى من قبلة وداع أخيرة لأحبائهم0 لم نرى هذا التاثر وتلك المشاعر بل لم تفكر هذه القنوات وأصحابها في مجرد تأخير برامجها ساعة من نهار مساندة ومواساة لأهل الضحايا والمنكوبين0
لم تتأثر هذه القنوات كذلك ولم ترتدي وشاح أسود حينما كان المصريين – وهم أصحاب أكبر خزائن غلال عرفها التاريخ – يواجهون الموت وتسفك دماؤهم الذكية الطاهرة أمام المخابز حتى يتحصلوا على قوت يومهم وأولادهم 0
لم تغلق هذه القنوات ولم تأخر برامجها حينما نجد أن ما يقارب من 20% من سكان مصر يعانون من أمراض السرطان والكبد والفشل الكلوي الذي لم يرحم كبيرا" ولا صغيرا" وذلك بسبب تلوث التربة والمياة والزراعة والغذاء الذي تسبب فيه المفسدون والمتآمرون على هذا الوطن0 لم تتأثر حينما ترى أن المخربون فلتوا من العقاب ولم توجه حتى إليهم اي تهمة من أي نوع 0
حدث 000وحدث000وحدث 000 الكثير ولم يؤثر في هذه القنوات إلا فراق حفيد الرئيس الذي أثر فينا أيضا" لكن تناول هذه القنوات لهذا الحدث كان غاية في المبالغة والتمادي في التعبير عن الحزن والأسى الذى لم تفعله القنوات الحكومية الموالية بدورها للنظام الحاكم 0
وأخيرا" لا بد أن نضع هذه القنوات في الميزان وهل هذه القنوات تهتم للشعوب والجماهير كما تهتم بالرئيس وأبناءه وأحفاده أم هي مجرد شركات تتربح من مشاعر المواطن واحاسيسه؟
لا شك أن هذا الحدث وتلك الفاجعة لا يمكن أن تكون فرصة للتشفي والشماتة بأي حال 0 ولا يمكن ان يكون ذلك موقفا" لإظهار الحقد والكراهية للنظام الحاكم في مصر0 كذلك الأمر لا يمكن أن نستغل هذا المشهد الأخروي ورسالته العظيمة ونقحم صراعتنا السياسية واختلافتنا الحزبية فيه0
من الطبيعي جدا" أن كل المصريين باختلاف مشاربهم وتنوع الوانهم سوف يسارعون إلى أداء فروض الواجب من العزاء والمواساة لأسرة الرئيس حتى وإن اختلفوا في السياسة او المذهب 0 وذلك لأسباب كثيرة منها أصالة المصريين المعهودة في مواقف الشدة وأوقات المحن0 أضف إلى ذلك أن هذا الطفل هو مصري بكل المقاييس علاوة على ذلك أن هذا الفقيد لم يكن له أي سابقة سياسية وأنه بريء كل البراءة مما يحاك في مطبخ السياسة من مكائد وما يتخذ فيه من قرارات0 لذا لزم علينا كمصريين أن نحزن ونشعر بالأسى لفراقه المبكر ورحيله السريع ولا بد ان يكون هذا هو الشعور الأصيل والمتأصل في كل المواقف مثل ذلك أو التي تشابهها0 وأنا هنا أتوجه بخالص العزاء والمواساة لأسرة الرئيس وأسأل الله لهم الصبر والسلوان0
لكن دعونا نرجع إلى موضوع المقال وهدفه وهو الحديث عن تلك القنوات الفضائية المصرية التجارية منها والخاصة0 اليس ما رأيناه في مصر على المستوى الإعلامي المواكب لهذا الحدث يستحق منا وقفة تأمل وتدبرفي طبيعة عمل كل هذه القنوات التليفزيونية الخاصة وطبيعة اتجاهاتها وهل لهذه القنوات أجندة سياسية تسير وفق لها أم لا ؟
لقد لاحظنا بما لا يدع مجالا" للشك كل قنوات الأفلام والأغاني وحتى القنوات الحوارية منها قامت بتأجيل كل برامجها وتعطيل البث المباشر لفقراتها المتعددة – عديمة القيمة في معظمها طبعا" – لتتبارى فيما بينها ببث آيات القرآن الكريم والدعاء والإبتهالات في منظر فريد لم نعهده من قبل وعلى مدار أكثر من 30 عام0
وهنا دعونا نتساءل عن فكر هذه القنوات ورسالاتها وما هي أهداف أصحابها بالأساس وميولهم وإتجاهاتهم؟ هل هذه القنوات تستمع لنبض الشارع وتعبر عن رغبات وآمال الجماهير العريضة من الأمة والشعب ؟ أم أن هذه القنوات تهدف للتربح وتحقيق المكاسب بمداعبة مشاعر الجماهير ولمس احاسيسهم ؟ هل هذه القنوات هدفها ابتزاز المشاعر واستنزاف الاموال بالإتجار في هذه المشاعر عن طريق فتح منفذ ضيق لهذه الجماهير لتنفيس مشاعرها المكبوتة ؟
إن ما قامت به مثل هذه القنوات جعلنا نتوجه إليها بالسؤال الآتي وهو" هل أن وفاة حفيد أي رئيس أو زعيم حدث جلل بهذه القوة والذي يستدعي معه النواح والنحيب ثلاثة أيام ؟ ام أن مصر لم تشهد حادثة وفاة لرجالها وشبابها من قبل ؟ أم لأنه حفيد رئيس الدولة وجب أن تقام له جنازة مهيبة تليق بفراقه ويحضرها القاصي والداني من المنافقين وغير المنافقين؟
واسمحوا لي أن استرجع تلك القصة الرائعة لأحد ابناء حكام مصر أيضا" وهو محمد بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما - حينما كان يتسابق مع ذلك القبطي فسبق الأخير محمد بن عمروبن العاص فقام محمد وضربه فما كان من القبطي إلا أن قام برفع شكواه إلى محكمة العدل الدولية في المدينة المنورة ، مخاطبا" رئيسها مباشرة – فاروق الأمة – عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وبعد تفحص الدعوى والتأكد من صحة الأدلة وصدق الإدعاء وثبوت واقعة الظلم ، أرسل رضي الله عنه خطابا" عاجلا" وشديد اللهجة يطالب فيه حاكم مصر بسرعة تسليم ولده إلى المحكمة لتوقيع العقاب السماوي وإقرار العدل والقصاص من إبن الحاكم لذلك القبطي الضعيف 0 وبذلك انتشر العدل في كل ربوع الدولة بين الحاكم والمحكوم ، بين الغني والفقير0 هكذا كانت مصر وهكذا نحلم أن تكون0
أما التحرك الأخير لمثل هذه القنوات قد فضح مهادنتها للنظام والتودد له والتقرب إليه 0 والغريب هنا أن العديد من الأحداث المروعة وقعت للمصريين أفرادا" كانوا وجماعات ولم نرى هذه القنوات تتوقف عن بث الأغاني الماجنة والأفلام الخليعة 0 وكذلك ما شاهدناه من إحتراق قطار الصعيد واشتعال النيران بكل من فيه حتى تفحمت جثثهم وتحول بعضها إلى رماد لم نشهد في المقابل هذا التسارع لتقديم المواساة والعزاء إلا بأخبار سريعة يعقبها الرقص والغناء والمسلسلات والأفلام 0 ناهيك عن تلك المشاهد الدرامية والتي كان ابطالها أكثر من 1300 مسلم وغير مسلم مصري وعربي صارعوا الأمواج العاتية وثورة البحر الهائج في ظلمة ليل الشتاء البارد وفي عرض البحر تحولت عبارة السلام 98 - التي كانت تقلهم في رحلة العودة - إلى جحيم يطاردهم ونيران تلفح وجوههم فكان الموت يباغتهم من كل ناحية حتى ابتلع هذا البحر كل أحلامهم وغرقت عبارة الأحزان 98 وغرقت معها أمال عريضة في العودة إلى حضن الأم والأب والزوجة والأبناء0 غرقت وقد حملت لمن في الجانب الأخر لوعة الفراق والأسى والحزن الكبير لعدم تمكنهم حتى من قبلة وداع أخيرة لأحبائهم0 لم نرى هذا التاثر وتلك المشاعر بل لم تفكر هذه القنوات وأصحابها في مجرد تأخير برامجها ساعة من نهار مساندة ومواساة لأهل الضحايا والمنكوبين0
لم تتأثر هذه القنوات كذلك ولم ترتدي وشاح أسود حينما كان المصريين – وهم أصحاب أكبر خزائن غلال عرفها التاريخ – يواجهون الموت وتسفك دماؤهم الذكية الطاهرة أمام المخابز حتى يتحصلوا على قوت يومهم وأولادهم 0
لم تغلق هذه القنوات ولم تأخر برامجها حينما نجد أن ما يقارب من 20% من سكان مصر يعانون من أمراض السرطان والكبد والفشل الكلوي الذي لم يرحم كبيرا" ولا صغيرا" وذلك بسبب تلوث التربة والمياة والزراعة والغذاء الذي تسبب فيه المفسدون والمتآمرون على هذا الوطن0 لم تتأثر حينما ترى أن المخربون فلتوا من العقاب ولم توجه حتى إليهم اي تهمة من أي نوع 0
حدث 000وحدث000وحدث 000 الكثير ولم يؤثر في هذه القنوات إلا فراق حفيد الرئيس الذي أثر فينا أيضا" لكن تناول هذه القنوات لهذا الحدث كان غاية في المبالغة والتمادي في التعبير عن الحزن والأسى الذى لم تفعله القنوات الحكومية الموالية بدورها للنظام الحاكم 0
وأخيرا" لا بد أن نضع هذه القنوات في الميزان وهل هذه القنوات تهتم للشعوب والجماهير كما تهتم بالرئيس وأبناءه وأحفاده أم هي مجرد شركات تتربح من مشاعر المواطن واحاسيسه؟
الجمعة 16 يوليو 2010, 9:00 pm من طرف العوامى
» رائعة الفرزدق في مدح الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي
الثلاثاء 03 نوفمبر 2009, 4:18 pm من طرف Admin
» الحجامة
الخميس 03 سبتمبر 2009, 11:57 am من طرف راوى الهش
» سجل دخولك المنتدى بالصلاة والتسليم على خير المرسلين
الأربعاء 12 أغسطس 2009, 7:49 am من طرف ahmedbinzayed
» تعلم 3 اشياء من 4 واحذر 3 اشياء من 2
الأربعاء 24 يونيو 2009, 12:52 am من طرف Abu sama
» اقتل هؤلاء الخمسه
الأربعاء 24 يونيو 2009, 12:49 am من طرف Abu sama
» لماذا لا يقع العنكبوت في شباكه الخاصه
الثلاثاء 09 يونيو 2009, 2:31 pm من طرف Abu sama
» خطاب أوباما000000000000 الفرق بينهم وبيننا000 وماذا بعد؟
الثلاثاء 09 يونيو 2009, 11:08 am من طرف حويل
» الموسوعة الإسلامية من هنا
الأربعاء 03 يونيو 2009, 5:42 pm من طرف Admin